يرجع الفقه أصل نشأة ظاهرة النسخ بصفه عامة إلى الوقت الذي عرفت فيه الحضارة الإنسانية فن الکتابة ، حيث استطاع الإنسان آنذاک، عن طريق الکتابة بأشکالها المختلفة ، أن يدون تاريخه ويطور آداب عصره وفنونه، وکانت عملية النسخ تتم في البداية على أيدي رجال الدين فحسب، إذ کان يوجد لدى کل رئيس کنيسة أو دير Abbes العديد من النساخ الذين کانوا يتولون نسخ الکتب المقدسة، ولم ينتقل هذا الفن إلى غير رجال الدين إلا مع بزوغ فجر القرن الثاني عشر. وفي القرن الثالث عشر ومع ظهور مهنة النشر والتوزيع، فقد نظمت الأنشطة الأدبية وتعددت العقود الخاصة بهذا المجال، واتجه الناشرون في ذاک الوقت إلى شراء المخطوطات الأصلية من أصحابها، ثم القيام بنسخها عن طريق جماعة من النساخ، ثم نشرها بعد ذلک على عامة الجمهور في هذا القرن انتشرت الأنشطة الأدبية واتسع نطاقها على نحو ملحوظ. ويعد اختراع الطباعة في أوربا في منتصف القرن الخامس عشر نقطة تحول هامة في تاريخ نسخ المصنفات والإبداعات الفکرية المختلفة؛ حيث شجعت الطباعة أصحاب المطابع على طباعة المخطوطات والکتب القديمة على نحو مکثف، مما جعل من هذه الأعمال الفکرية محلاً للتجارة، وأضحى لصناعة الکتاب سوق حقيقي، ولم يعد النسخ اليدوي هو الطريقة العادية لنشر المصنفات الأدبية وتوزيعها، بل بات أمراً هامشياً إلى جانب الطباعة الميکانيکية. ومع ظهور الانطلاقة الهائلة لتقنيات نسخ المصنفات وطباعتها ميکانيکياً أو ما يعرف بالنسخ الفوتوغرافي la reprographies، فقد أخذت ظاهرة النسخة الخاصة أهمية بالغة، وظهرت خطورتها الحقيقية على صناعة نشر المصنفات الأدبية..